منتدى مزكيدة

مرحبا بك فمزكيدة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى مزكيدة

مرحبا بك فمزكيدة

منتدى مزكيدة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى مزكيدة

موقع مزكيدة التواصلي من اجل صنع و حفظ الذاكرة

FORUM MEZGUIDA منتدى مزكيدة
نرجو من جميع الأعضاء المساهمة الفعالة بالمساهمة
اأعضاءنا الأعزاء بمناسبة نتمنى لكم رمضانا مباركا كريما و كل عام و انتم بخيرتافيلالت: عمارة القصور :لحسن تاوشيخت Images11
جميعا من اجل صنع الذاكرة

    تافيلالت: عمارة القصور :لحسن تاوشيخت

    المؤسس
    المؤسس
    المؤسس
    المؤسس


    عدد المساهمات : 459
    تاريخ التسجيل : 29/01/2011

    تافيلالت: عمارة القصور :لحسن تاوشيخت Empty تافيلالت: عمارة القصور :لحسن تاوشيخت

    مُساهمة من طرف المؤسس الجمعة 03 يونيو 2011, 16:42

    - التصميم العمراني :

    يتشكل القصر عادة من بنايات متراصة يحيط بها سور عريض ومرتفع، أسس لأجل الحماية وهو بذلك تتخلله عدة أبراج للحراسة. "إن كلمة القصر التي تقابلها كلمة الدوار والمدشر في باقي مناطق المغرب الأقصى، تستعمل للدلالة على السكن القروي في واحات وادي زيز ووادي غريس وكذلك وادي دادس ودرعة. كما تستعمل بعض الكلمات الأخرى كمرادف لها كالقصبة وكذلك كَصيبة وكَصيرة التي هي تصغير للقصبة والقصر [تغرمت وإغرم بالأمازيغية]"[1]. ويرى الأستاذ عبد العزيز توري أن القصبة "تختلف بحوض وادي درعة عن تلك الموجودة بسجلماسة، لأنها في الأولى تكون محاطة بسورين يتراوح علو الداخلي منها ما بين 1،40 و 1،80 مترا، أما السور الخارجي فيكون أعلى من سابقه ويبنى بمواد صلبة كما توجد بزواياه الأربع أبراج عالية. بينما القصور بسجلماسة لا تتضمن إلا سورا واحدا وغالبا ما تلتصق به جدران المنازل"[2]. أما د. جاك- مونيي(D) Jacques-Meunié فتذهب إلى أن "الهندسة المعمارية للقصور بسجلماسة أقدم من مثيلاتها بدرعة"[3].وحسب عبد العزيز بنعبد الله "فالقصور قرى محصنة في السهول الصحراوية أو ما قبل الصحراوية تتسم ببنية منتظمة على وثيرة واحدة تندرج ضمن حصن له أبواب ضخمة واستحكامات ركنية أي قائمة في زوايا القصور"[4]. بينما يرى فور R. Faure أن الضرورات الأمنية هي التي أجبرت على بناء الأسوار على جنبات القصور وهي أسوار غالبا ما تشيد فوق أساس من الحجارة درءا لفيضانات الأنهار. والقصور بسجلماسة تتخذ في غالبتها شكلا مستطيلا تتخللها أربعة أبراج في الأركان وتكون جدرانها سميكة يتراوح عرضها بين 1 و 2 أمتار وعلوها ما بين 5 و 10 أمتار ولا يوجد بالقصر إلا مدخل واحد غالبا ما يكون مزخرفا[5] .

    والقصر بتافيلالت يتكون من عدة منازل التي تتألف بدورها من طابقين وأحيانا ثلاثة ومدخله يؤدي إلى "ساحة تسمى "السكيفة" أي "السقيفة"، وبها الدرج الذي يؤدي إلى الطابق العلوي. ومن السكيفة يتم المرور إلى ساحة مغلقة تصل إليها أشعة الشمس عبر فتحة في السقف، وتضم حجرتين واحدة للمواشي وأخرى للأدوات الفلاحية. أما الطابق العلوي فيخصص غالبا لسكن الأسرة وتتوزع على جنباته الغرف، وعلى إحدى زواياه الأربعة يبنى الدرج الثاني الذي يؤدي إلى طابق يضم غرفة أو غرفتين ويسمى هذا الطابق ب"العلالي"[6].

    ولإعطاء صورة عن التصميم العمراني للقصور الفيلالية، تجدر الإشارة إلى أهم صنف منها ويتعلق الأمر بالقصور العلوية أو المخزنية التي تمثل نموذجا رائعا للمعمار الترابي بالمنطقة. هذه القصور تتميز بتصميم عمراني شبه موحد، حيث يستلزم هذا التصميم أن يتوفر القصر على كل مكونات السكن التي تعطيه شكل وحدة سكنية متكاملة.

    يقطن بداخل هذه الوحدة عادة عائلة شريفة واحدة فضلا عن الخدم وأحيانا بعض الأحلاف القبلية. "وتضم القصور فضلا عن الدور السكنية، المسجد، الحمام، فضاء السوق...إلى أخره. هذه التحصينات تعبر عن وجود معمار حقيقي وتعكس مرحلة من القوة الاقتصادية والعسكرية"[7]. ويشتمل التصميم على المرافق التالية :

    * السور الخارجي : يحيط بكل القصر ويتميز بعلوه الذي يتجاوز 11 مترا، تتخلله عدة أبراج مربعة يتراوح عددها ما بين 9 و13. وتكون هذه الأبراج أحيانا مزينة بنقوش هندسية محززة من الطين.

    * الساحة الخارجية أو المشور : وهي مخصصة لمراسيم الاحتفال والاستقبال وغالبا ما تشيد في أحد جوانبها مرابض الخيول.

    * المدخل الرئيسي : وهو عبارة عن باب كبير ذي قوس منكسر ويحيط به برجان مربعان يمينا ويسارا فضلا عن بوابات صغيرة مغلقة. ينفتح هذا المدخل على رواق مغطى يسمى بالدكانة تخصص للحراسة وتشيد فوقها مسرية يسكنها الحارس.

    * المسجد : يتكون غالبا من صحن مكشوف، من خمس بلاطات، من ثلاثة أساكيب، من المحراب والمنبر. ويتميز المسجد بثرائه الزخرفي من النقوش الجصية، من الأشكال المصبوغة ومن الخشب المنحوت.

    * المحج أو بوطويل : وهو عبارة عن زقاق طويل يحيط بالسور الخارجي من الداخل وغالبا ما توجد بجوانبه دور الخدم، أو يمر في الوسط فيقسم القصر إلى شطرين.

    * الساحة الداخلية : وتستعمل أيضا للاستقبالات والمراسيم المختلفة وتؤدي مباشرة إلى الدار الكبيرة.

    * الدار الكبيرة : وهي مقر سكنى العائلة العلوية وتتوفر على مختلف المرافق الضرورية للحياة اليومية من الأروقة المغطاة، الصحن المكشوف، الرياض، الحمام، الحريم، قاعات الضيافة، المخازن، البئر، المطبخ،...إلى أخره.

    * العرصات والجنانات : وتوجد خارج السور الرئيسي وهي مخصصة بتزويد القصر بكل ما يحتاجه من المؤن والزاد الغذائي.



    إذا كان تصميم القصر بتافيلالت موحدا فلا غرو أن نجد التشابه الكامل أيضا من حيث المواد المستعملة في البناء والتزيين وفي الأشكال الزخرفية نفسها :

    - الطابية : وهي المادة الترابية الأساسية في البناء في العمارة الشبه الصحراوية والصحراوية. وتتميز بالصلابة وبسمك يتراوح ما بين 0،90 مترا و1،50 مترا وأيضا بعلو شاهق يصل إلى 11 مترا. وتستعمل الطابية في تشييد الجدران الداخلية والخارجية على حد سواء.

    - الطوبية : وترافق الطابية حيث تستعمل في بناء الأقواس والأعمدة وفي تزيين بعض الواجهات وخاصة في القسم العلوي للأبراج.

    - الخشب : وهو ثلاثة أنواع : خشب الصفصاف، خشب الأرز وخشب النخيل. وتستخدم في السقوف وفي الأبواب والقباب والشرفات وغالبا ما يكون مرفوقا بعنصر الزخرفة.

    - الخزف : فالزليج والبجماط يستعملان في ترصيف وتزيين بعض الممرات ومداخل الغرف. أما القرميد الأخضر فيتخذ طابعا وظيفيا وزخرفيا ويستعمل في الشرفات الخاصة بالأبواب الرئيسية أو بالصحن أو بالرياض.

    - الجبس والجص : الأول يوظف في تبليط الواجهات الداخلية للجدران، بينما يستخدم الثاني في النقش والزخرفة.

    - الحجارة : وهي من نوع الجرانيت السوداء ويتم استخدامها خاصة في بناء أساس الأسوار على ارتفاع يزيد عن متر واحد اتقاء للرطوبة والفيضانات.

    أما الأشكال الزخرفية فهي تصنف حسب طبيعتها وطبيعة المواد التي تتشكل منها كما يلي:

    - فمن حيث مواد المستعملة تنقسم هذه الأشكال إلى ثلاثة : الزخرفة الطينية، الزخرفة الجصية والزخرفة الخشبية.

    - من حيث تموضعها تحتل دائما الأماكن البارزة وتتخذ شكل إفريز، لوحة أو إطار.

    - من حيث نوعيتها تصنف إلى عناصر زخرفية مصبوغة، إلى عناصر زخرفية منقوشة وإلى عناصر مركبة أو مزدوجة.

    - من حيث الأشكال التي تتخذها يمكن التمييز بين أشكال هندسية (معينات، تشبيكات، مربعات، نجوم،...) وأشكال نباتية (أغصان، أزهار، نخيلات،...) وأشكال مكتوبة (الملك لله، العز لله، العافية الباقية، آيات قرآنية، أبيات شعرية منتقاة من قصيدة البردة للبوصيري،...).



    صفوة القول إن جمالية معمار سجلماسة وخاصة المتبقي منه، يدل ولا شك على مهارة المعلم- البناء السجلماسي الذي حاول أن يمزج بين مختلف الأشكال الزخرفية في تناسق تام وبدون أن يطغى شكل معين أو أي نوع على الآخر وكأنها الأزهار في البستان تتناغم فيما بينها وتجدب إليها النفوس.

    وإذا كانت هناك عوامل شتى قد دفعت إلى بناء هذه القصور الكثيرة بشكل أو بأخر، فإن ثمة أسباب رئيسية تدخلت بقوة في طريقة تزيينها وزخرفتها خاصة إذا اعتبرنا كون هذه القصور مؤسسة تجمع في طياتها بين الطابع الديني والمدني والعسكري وكلها عوامل ترتبط قبل كل شيء بواقع الحياة الاجتماعية وبظروف المنطقة وبتراكمات لأحقاب تاريخية متلاحقة.



    2- التنظيم الداخلي :

    يمكن القول أن القصر عامة هو شكل من أشكال التنظيم للحياة الجماعية والاجتماعية، ذلك أن لكل قاطن بداخله سواء كان فردا أو عائلة مكانته وحقه في المشاركة الفعلية في تدبير الحياة اليومية للقصر والتي تضبطها قواعد التعاون والتضامن بمختلف أصنافها. ففي الجانب الاقتصادي، تكون مصادر المياه ووسائل الإنتاج مشتركة ويتم توزيعها بدقة، فضلا عن تجاور الجمامن. والأكثر من هذا غالبا ما يوزع الحقل الواحد بين مالك الأرض ومالك الشجر ومالك حق السقي. وتتجلى صور التآزر في مساهمة كل أسرة حسب طاقتها، في توزيع الزكاة والأعشار والصدقات وفي أداء كل الكلف الاجتماعية.

    في الميدان التنظيمي الخاص بالمصالح العامة، نجد أن لكل قصر جماعة تسيره وتنظمه برئاسة الشيخ الذي يتكلف بتطبيق القوانين والقرارات الصادرة عنها وهو ينتخب لمدة محددة ويتم تجديد انتحابه. والجماعة تكون مؤلفة من ممثلين عن كل سكان القصر حسب انتمائهم العرقي ووضعيتهم .

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 27 أبريل 2024, 07:04